الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ الجبرتي المسمى بـ «عجائب الآثار في التراجم والأخبار» (نسخة منقحة)
.شهر ذي الحجة سنة 1236: واستهل شهر ذي الحجة بيوم الجمعة، فيه خرجت عساكر كثيرة ومعهم رؤساهم وفيهم محو بك ومغاربة وآلات الحرب كالمدافع وجبخانات البارود واللغمجية وجميع اللوازم قاصدين بلاد النوبة وما جاورها من بلاد السودان.محمد كتخدا لاظ المنفصل عن الكتخدائية إلى أسنا ليتلقى القادمين ويشيع الذاهبين.وفيه وصلت بشائر من جهة قبلي باستيلاء إسمعيل باشا على سنار بغير حرب ودخول أهلها تحت الطاعة فضربت لتلك الأخبار مدافع من القلعة.وانقضت هذه السنة وما تجدد بها من الحوادث وانقضى بعضها والبعض باق إلى الآن.فمنها توقف زيادة النيل وذلك أنه لم يستتم أذرع الوفاء إلى ثامن عشر مسرى القبطي حتى ضجر الناس وضج الفلاحون.ومنها أمر المعاملة التي زادت زيادة فاحشة حتى بلغ البندقي ألفاً ومائتي نصف والمجر والفندقلي عشرين قرشاً عنها ثمانمائة نصف وبلغ صرف الريال الفرانسة أربعة عشر قرشاً عنها خمسمائة نصف وستون نصفاً وقس على ذلك باقي الأصناف.ومنها غلو الأثمان في جميع المبيعات من ملبوسات ومأكولات والغلال حتى وصل الأردب إلى ألف وخمسمائة نصف والرطل السمن إلى خمسين نصفاً وإلى ستين نصفاً وقس على ذلك.وأما حادثة الأروام التي هي باقية إلى الآن وما وقع منهم من الإفساد وقطع لطريق على المسافرين واستيلائهم على كل ما صادفوه من مراكب المسلمين وخروجهم عن الذمة وعصيانهم وما وقع معهم من الوقائع، وما سينتهي حالهم إليه فسيتلى عليك إن شاء الله تعالى بكماله في الجزء الآتي بعد ذلك والله الموفق للصواب وإليه المرجع والمآب.
|